المجمع العلمي الإسلامي

المجمع العلمي الإسلامي

كان المجمع العلمي الذي أنشأه العلامة شبلي النعماني (وهو من أبرز مؤسسي ندوة العلماء ومن واضعي سياستها التعليمية والتربوية)بأعظم جراه، قد ركز جهوده على موضوعات إسلامية علمية، يغلب عليها الطابع التاريخي، وقد حدثت قضايا وتطورات في العالم الإسلامي مثل حركات القومية، والفلسفات المعاصرة، والفتن الفكرية، والتيارات السياسية الجارفة التي تهدد الفكر الإسلامي، فشعر سماحة العلامة الشيخ أبي الحسن على الحسني الندوي رئيس ندوة العلماء العام بهذه الضرورة، وأنشأعام 1959م مجمعًا علميًا مقره في الحي الجامعي لدار العلوم لندوة العلماء لإعداد مواد قرءاة تعالج المسائل الحاضرة السياسية والاجتماعية والتشريعية، وتشرح رسالة الإسلام وصلاحيتها للقيادة في العصر الحاضر بأسلوب عصري في مختلف اللغات العالمية، والهندية، فركز المجمع الإسلامي العلمي اهتمامه على نشر البحوث الإسلامية في لغات مختلفة كالأردية، والهندية، والعربية، وأولى اللغة الإنجليزية اهتمامه الخاص

ومن الواقع الغريب أن اللغة الإنجليزية التي عكف المسلمون على دراستها منذ قرن في الهند، وبرع فيها كتاب، وأدباء يناهزون أبناءها في حذقها والكتابة فيها، لم تنل نصيبها المتوقع من الأدب الإسلامي، والمؤلفات الإسلامية، فكان فراغًا جنى على النشء الإسلامي المثقف، جناية كبيرة، وجعله فريسة التيارات الإلحادية، وموجة الشك والاضطراب، فنشر هذا المجمع عدة مؤلفات قيمة في اللغة الإنجليزية، انتشرت في العالم الإسلامي، وفي القارات الثلاث إفريقيا الجنوبية، وأمريكا، وأوربا، التي تتكلم بالإنجليزية، وصدرت عدة طبعات منها، ولن يكون من المغالاة في القول أنه لا يوجد مجمع علمي إسلامي آخر أضاف إلى المكتبة الإسلامية باللغة الإنجليزية هذه الثروة الغنية الواسعة، وقد نالت هذه المؤلفات الإعجاب في الأوساط العلمية في الهند وخارجها، وعلقت عليها الصحف والمجلات الإنجليزية المحترمة في الهند وخارجها، واعترفت بقيمتها العلمية والأدبية اعترافاً كبيراً، وأثنت عليها ثناءًا عاطرًا، وبعض هذه الكتب فريد في موضوعه. ويبلغ مجموع الكتب التي ظهرت خلال مدة 1959م ــ 2021م إلى أكثر من 327 كتاب في اللغات الأردية والإنجليزية والعربية والهندية، يبلغ عدد المطبوعات الإنجليزية إلى 30، ونظرة في قائمة مطبوعات المجمع الإنجليزية تدل على ضخامة هذا الإنتاج كمًّا وكيفًا، وتنوع الموضوعات التي تعالجها هذه الكتب وحسن إخراجها، وتبرهن على مجهود هذا المجمع رغم قلة الوسائل، ولله الحمد أولاً وآخراً

ويشكل هذا المجمع مجلسه الاستشاري والتنفيذي بالانتخاب، ويعمل بحرية، ويقوم بوضع سياسة العلم والنظام الإداري له بنفسه، ولندوة العلماء صلة أدبية قريبة من هذا المجمع، فإن عددًا من مسئوليها مشتركون في المجلسين كأعضاء ومسئولين كبار