الأهداف

 وحددت حركة ندوة العلماء أهدافًا سامية، تسعى لتحقيقها حسب الوسائل والإمكانيات المتوفرة لديها، منها

٭- إصلاح المناهج التعليمية، ووضعها وضعًا لائقًا بحاجة الأمة الإسلامية في ظروفها المتجددة

٭- خدمة الفكر الإسلامي وتطويره لمواجهة الأوضاع الجديدة والقيام بالدعوة عن طريق تخريج علماء عظام في الفكر والدعوة والدين، يحملون اطلاعًا واسعًا على العلوم الحديثة والمقتضيات الجديدة، بجنب معرفتهم العميقة بالعلوم الشرعية، وأعلام كبار في جوانب مختلفة من الحياة الإسلامية المعاصرة

٭- جمع كلمة المسلمين، وإيجاد التسامح المذهبي والاجتماعي في طبقات الأمة الإسلامية، وزعماء مذاهبها الفقهية، وحثِّهم على تناسي الخلافيات الجزئية بينهم

٭- تصحيح المفاهيم الدينية الإسلامية وإخضاعها لما ثبت من الكتاب والسنة، ودعم الفكر الإسلامي الصحيح عن طريق الكتابة والتأليف والترجمة والنشر والدعوة الإسلامية، وتعريف المواطنين بالإسلام وتعاليمه وفضله على الإنسانية، وإبراز ما يحمله من رحمة وسعادة للمجتمع الإنساني كله، وإزالة ما علق بأذهانهم من شكوك وشبهات عن الإسلام والمسلمين

كان قادة هذه المدرسة الفكرية يعتقدون أن الدين حقيقة خالدة ليست في حاجة إلى تطوير أو تبديل،ولكن العلم شجرة مزهرة مثمرة تؤتي أكلها كل حين، ويستمر نموها وازدهارها، والإسلام عندهم دين الإنسانية كلها، ودين العصور كلها، يضمن هداية الإنسان وإرشاده في سائر مناحي حياته إلى يوم القيامة، ونجاحه في الدارين، وهو الحل الوحيد لجميع القضايا والمشاكل، لذلك من الطبيعي أن يمرّ بمراحل التطوّر والارتقاء الفكري الإنساني المختلفة، ويكلف القيادة في بيئات تتغير فيها الأفكار والمفاهيم، لذلك يجب أن يوسّع نطاق التعليم والثقافة الذي يعدّ ممثّلي الإسلام ومفسريه، ويبرهن دائمًا على صلاحها وحيوتها، وكانوا يرون إلى مناهج التعليم وبرامجه كأداة للتعليم قابلة للتطوّر، خاضعة لحاجة كل عصر ومقتضاه، ولم يكونوا ينظرون إليها كأداة حديدية لا مرونة فيها، مع الاحتفاظ بالروح والأهداف والعلوم الأساسية، وهي عندهم حافلة بالحيوية الكاملة والازدهار، فلا بدَّ لنجاح نظام التعليم والتربية أن يكون جامعًا بين محاسن القديم والجديد، وبتعبير أصحاب هذه المدرسة “الجمع بين القديم الصالح والجديد النافع، وبين التصلّب في الأصول والغايات، والتوسّع والمرونة في الفروع والآلات”

فكان من الضروري تطوير الوسائل والمناهج تطويرًا يجعلها في مستوى العهد المعاصر مع التزامها كل الالتزام بالإطار الإسلامي الأصيل، والمحافظة على الروح الدينية الصحيحة، كما كان من الضروري أن يطلع العلماء على الأبحاث الجديدة والعلوم العصرية المفيدة ليقدموا حلولاً للمعضلات الحديثة، وليردُّوا على الشبهات ردًّا عليمًا مؤسَّسًا على الدراسة والتحقيق